للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خصائص الرُّبوبيّة، والقِدَمُ من خصائص الرُّبوبيّة، فالتّوحيد ينفي ثبوته لغيره ضرورةً، كما ينفي ثبوت الرُّبوبيّة (١) والإلهيّة لغيره (٢).

فصل

في بيان تضمُّنها للرّدِّ على الرّافضة

وذلك من قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} إلى آخرها. ووجهُ تضمُّنِه إبطالَ قولهم: أنّه سبحانه قسم النّاسَ إلى ثلاثة أقسامٍ: منعَمٌ عليهم، وهم أهل الصِّراط المستقيم الذين عرفوا الحقَّ واتّبَعوه. ومغضوبٌ عليهم، وهم الذين عرفوا الحقّ ورفضوه. وضالُّون، وهم الذين أخطؤوه وجهلوه.

فكلُّ من كان أعرفَ بالحقِّ وأتبعَ له كان أولى بالصِّراط المستقيم. ولا ريب أنَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣) أولى بهذه الصِّفة من الرّوافض، فإنّه من المحال أن يكون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهلوا الحقَّ وعرفه الرّوافضُ، أو رفضوه وتمسَّك به الرّوافض.

ثمّ إنّا رأينا آثار الفريقين تدلُّ على أهل الحقِّ منهما، فرأينا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحوا بلاد الكفر وأقاموها (٤) بلاد إسلامٍ، وفتحوا القلوب بالقرآن والعلم (٥) والهدى، فآثارُهم تدلُّ على أنّهم هم أهل الصِّراط


(١) العبارة "والقدم ... الربوبية" من ع وحدها، وهي ساقطة من غيرها ــ ومنها ق المقروءة على المؤلف! ــ لانتقال نظر ناسخ أصلها.
(٢) فوقها في ل علامة الاستشكال وذلك لما سقط من النص.
(٣) في ع بعده زيادة: "ورضي عنهم".
(٤) ع: "وقلبوها".
(٥) "والعلم" ساقط من ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>