للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالجملة فالإشارة بالأصابع إلى الرّجل: علامة خيرٍ وشرٍّ، ومورد هلَكَة ونجاة (١)، والله الموفِّق.

قوله: (أولئك ذخائر الله حيث كانوا). ذخائرُ الملك: ما يخبِّئه عنده، ويدّخِره (٢) لمهمّاته ولا يبذله لكلِّ أحدٍ، وكذلك ذخيرة الرّجل: ما يَدّخِره لحوائجه ومهمّاته.

وهؤلاء لمّا كانوا مستورين عن النّاس بأسبابهم، غيرَ مشارٍ إليهم ولا متميِّزين برسمٍ دون النّاس، ولا منتسبين إلى اسم طريقٍ أو مذهبٍ أو شيخٍ أو زيٍّ= كانوا بمنزلة الذّخائر المخبوءة، وهؤلاء أبعد الخلق عن الآفات، فإنّ الآفات كلّها تحت الرُّسوم والتّقيُّد (٣) بها، ولزوم الطُّرق الاصطلاحيّة، والأوضاع المتداولة الحادثة؛ هذه هي التي قطعت أكثر الخلق عن الله، وهم لا يشعرون.

والعجب أنّ أهلها هم المعروفون بالطّلب والإرادة والمسير إلى الله (٤). وهم ــ إلّا الواحد بعد الواحد ــ مقطوعون عن الله بتلك (٥) الرُّسوم والقيود.

وقد سُئل بعض الأئمّة عن السُّنّة (٦)؟ فقال: ما لا اسم له غير (٧) السُّنّة،


(١) ر، ت: «هلاكه ونجاته».
(٢) كذا في النسخ الأربع، ووقع في م ١، ط: «يذخره» بالذال، وكذا في الموضع بعدها.
(٣) ت: «والتعبد».
(٤) ر، ط: «والسير»، وقوله: «وهم لا يشعرون .. » إلى هنا ساقط من ت.
(٥) د: «إلى»، و «والقيود» ساقطة من ر.
(٦) هو الإمام مالك بن أنس، ذكر الخبر ابنُ عبدالبر في «الانتقاء» (ص ٣٥)، وعياض في «ترتيب المدارك»: (١/ ١٧٢).
(٧) ت، ر، ط «سوى». وغير محررة في ش، د ويشبه رسمها «عن»، والظاهر ما أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>