للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها: قوّته، فإنّ المعارف والعلوم تتفاوت.

ومنها: صفاءُ المحلِّ ونقاؤه من الكَدَر المانع من ظهور العلم والمعرفة فيه.

ومنها: التّجرُّد عن الموانع والشّواغل.

ومنها: كمال الالتفات والتّحديق نحو المعروف المشهود.

ومنها: كمال الأُنْس به والقُرب منه. إلى غير ذلك من الأسباب التي توجب للقلب شهودًا وكشفًا وراء مجرّد العلم.

قوله: (وهو نفَسٌ شاخصٌ عن مقام السُّرور) أي: صادرٌ عن مقام السُّرور، والشُّخوص: الخروج، يقال: شخَصَ فلانٌ إلى بلد كذا إذا خرج إليه.

والمقصودُ: أنّ هذا النّفَس صدَر عن سرورٍ وفرحٍ، بخلاف الأوّل، فإنّه صدَر عن ظُلمةٍ ووحشةٍ أثارت حُزنًا، فهذا النّفَس صدَر عن سماع الإجابة الذي يمحو آثار الوحشة.

قوله: (إلى رَوح المعاينة) هو بفتح الرّاء، وهو النّعيم والرّاحة التي تحصل بالمعاينة ضدّ الألم والوحشة الحاصل (١) في حين الاستتار، فهذا النّفَس مصدرُه السُّرور، ونهايتُه رَوح المعاينة، صادر عن مسرّةٍ، طالب لمعاينة (٢).


(١) ر، والمطبوعتان: «الحاصلين».
(٢) ط: «صادرا .. طالبا المعاينة».

<<  <  ج: ص:  >  >>