للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: تسليم رسمه الخاصِّ به.

والثاني: تسليم رسوم الكائنات، ورؤية تلاشيها واضمحلالها في عين الحقيقة. وهذا علمٌ ومعرفة، والأوَّل حال.

وقوله: (والسلامة من رؤية التسليم)، أي ينسلب أيضًا من رسم رؤية التسليم، فإنَّ الرُّؤية أيضًا رسمٌ من جملة الرُّسوم، فما دام مستصحبًا لها لم يسلِّم التسليم التامَّ، وقد بقيت عليه بقيّةٌ من منازعات رسمه.

ثمَّ عرَّف كيفيَّة هذا التسليم فقال: (بمعاينة تسليم الحقِّ إيّاك إليه)، أي ينكشف لك حين تسلِّم ما دون الحقِّ إلى الحقِّ أنَّ الحقَّ تعالى هو الذي سلَّم إلى نفسه ما دونه، فالحقُّ تعالى هو الذي سلَّمك إليه، فهو المسلِّم وهو المسلَّم إليه، وأنت آلة التسليم. فمن شهد هذا المشهد وجد ذاته مسلَّمةً إلى الحقِّ، وما سلَّمها إلى الحقِّ غيرُ الحقِّ؛ فقد سَلِم العبدُ من دعوى التسليم. والله أعلم.

* * * *

<<  <  ج: ص:  >  >>