للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: حال العبد مع الله رباطه، وما دون الله أعداؤه (١).

وفي كتاب «الأدب» (٢)

للبخاري: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان؟ فقال: «الصبر والسماحة». ذكره عن موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا سُوَيد، حدثنا عبد الله بن عبيد بن عميرٍ عن أبيه عن جدِّه فذكره.

وهذا من أجمع الكلام وأعظمه برهانًا، وأوعبه لمقامات الإيمان من أوَّلها إلى آخرها. فإنَّ النفس يراد منها شيئان:

- بذل ما أُمِرت به وإعطاؤه، فالحامل عليه السماحة.

- وترك ما نُهيت عنه والبعدُ منه، فالحامل عليه الصبر.


(١) «القشيرية» (ص ٤٤٣) بلا نسبة.
(٢) أي المفرد، وليس فيه. وإنما أخرجه القشيري (ص ٤٤٤) بإسناده ــ وفيه من لم أعرفه ــ عن البخاري عن موسى بن إسماعيل به. وهو في «التاريخ الكبير» (٥/ ٢٥) له، ولكن معلَّقًا من طريق آخر عن سويد به. وإنما أخرجه ابن أبي خيثمة في «تاريخه» (١/ ١٩٢ - السفر الثالث) عن موسى بن إسماعيل به.
والحديث قد أخرجه أيضًا الطبراني في «الكبير» (١٧/ ٤٩) والحاكم (٣/ ٦٢٦) وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٣/ ٣٥٧) والبيهقي في «شعب الإيمان» (٩٢٦٢) من طريقين عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جدِّه. وروي من طريق آخر عند البخاري في «التاريخ» (٥/ ٢٥) وغيره عن عبد الله بن عبيد عن أبيه مرسلًا، وهو أقوى. وقد رجَّح أبو حاتم المرسل في «العلل» (١٩٤١).

وله شواهد من حديث عمرو بن عبسة، وعُبادة، وجابر، ومن مرسل الحسن؛ وهي لا تخلو من مقال، ولكن قد يرتقي الحديث بمجموعها إلى درجة الحسن. وانظر: «الصحيحة» للألباني (٥٥١، ١٤٩١، ١٤٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>