للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكمال: أن تشهد النِّعمة والمنعم، لأنَّ شكره بحسب شهوده للنِّعمة، فكلَّما كان أتمَّ كان الشُّكر أكمل. والله يحبُّ من عبده أن يشهد نعمه، ويعترف (١) بها، ويثني عليه بها، ويحبُّه عليها، لا أن يفنى عنها ويغيب عن شهودها.

وقيل: الشُّكر قيد النِّعم الموجودة، وصيد النِّعم المفقودة.

وشكر العامَّة على المطعم والملبس وقوت الأبدان، وشكر الخاصَّة على التوحيد والإيمان وقوت القلوب (٢).

وقال داود: يا ربِّ، كيف أشكرك؟ وشكري نعمةٌ عليَّ مِن عندك تستوجب بها شكرًا، فقال: الآن شكرتني يا داود (٣).

وفي أثرٍ آخرَ إسرائيليٍّ: أنَّ موسى قال يا ربِّ، خلقتَ آدم بيديك ونفختَ فيه من روحك، وأسجدت له ملائكتك، وعلَّمته أسماء كلِّ شيءٍ، وفعلتَ وفعلتَ؛ فكيف أطاق شكرك؟ فقال الله عزَّ وجلَّ: علم أنَّ ذلك منِّي، فكانت معرفته بذلك شكرًا لي (٤).


(١) في ع زيادة: «له».
(٢) نظر فيه المؤلف إلى كلامٍ لأبي عثمان في «القشيرية» (ص ٤٢٧).
(٣) «القشيرية» (ص ٤٢٧). وأسند أحمد في «الزهد» (ص ٩١) وابن أبي الدنيا في «الشكر» (٥) ــ ومن طريقه البيهقي في «الشعب» (٤١٠١) ــ وأبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٥٦) عن أبي الجَلْد البصري ــ أحد التابعين ــ أنه قرأ في بعض الكتب نحوه.
(٤) «القشيرية» (ص ٤٢٧). وأسنده هنَّاد في «الزهد» (٧٧٧) وابن أبي الدنيا في «الشكر» (١٢) والبيهقي في «الشعب» (٤١١٣) بإسناد ضعيف عن الحسن البصري.

<<  <  ج: ص:  >  >>