للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس عيوبَك، وأَنسيت بقاعَ الأرض ذنوبَك، ومحوتُ من أمِّ الكتاب زلَّاتك. وإلَّا ناقشتُك الحساب يوم القيامة» (١).

وفي أثرٍ آخر: «أوحى الله إلى عيسى ــ عليه السَّلام ــ: عِظ نفسك، فإن اتعظتَ، وإلَّا فاستحي منِّي أن تعظ الناس» (٢).

وقال الفضيل بن عياضٍ - رحمه الله -: خمسٌ من علامات الشِّقوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلَّة الحياء، والرغبة في الدُّنيا، وطول الأمل (٣).

وفي أثرٍ إلهيٍّ: «ما أنصفني عبدي، يدعوني فأستحيي أن أردَّه، ويعصيني ولا يستحيي منِّي» (٤).

وقال يحيى بن معاذٍ - رحمه الله -: من استحيا من الله مطيعًا استحيا الله (٥) منه وهو مذنب (٦). وهذا الكلام يحتاج إلى شرحٍ. ومعناه: أنَّ من غلب عليه خلق الحياء من الله حتَّى في حال طاعته فقلبُه مطرقٌ بين يديه إطراق مستحيٍ خجلٍ، فإنَّه إذا واقع ذنبًا استحيا الله عزَّ وجلَّ من نظره إليه في تلك الحال لكرامته عليه، فيستحيي أن يرى مِن وليِّه ومَن يكرُم عليه ما يشينه عنده. وفي


(١) أسنده البيهقي في «الشعب» (٧٣٦١) والقشيري (ص ٤٩٠) عن أبي سليمان الداراني.
(٢) «القشيرية» (ص ٤٩١). أسنده أحمد في «الزهد» (ص ٧١) وأبو نعيم في «الحلية» (٢/ ٣٨٢) عن مالك بن دينار.
(٣) أسنده ابن أبي الدنيا في «ذم الدنيا» (٢٢١) والبيهقي في «الشعب» (٧٣٥٤) والقشيري (ص ٤٩٢).
(٤) «القشيرية» (ص ٤٩٢) عن بعض الكتب.
(٥) الاسم المعظَّم من ج، ن، ع.
(٦) «القشيرية» (ص ٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>