للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحياء الإجلال: هو حياء المعرفة، وعلى حسب معرفة العبد بربِّه يكون حياؤه منه.

وحياء الكرم: كحياء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينب، وطوَّلوا عنده، فقام واستحيا أن يقول لهم: انصرفوا (١).

وحياء الحشمة: كحياء عليِّ بن أبي طالبٍ أن يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المذي لمكان ابنته منه (٢).

وحياء الاستحقار واستصغار النفس: كحياء العبد من ربِّه حين يسأله حوائجه، احتقارًا لشأن نفسه واستصغارًا لها. وفي أثرٍ إسرائيليٍّ: إنَّ موسى قال: يا ربِّ، إنّه لتعرض لي الحاجة من الدُّنيا، فأستحيي أن أسألك يا ربِّ، فقال الله تعالى: «سلني حتَّى ملح عجينك وعلف شاتك» (٣).

وقد يكون لهذا النوع من الحياء سببان. أحدهما: استحقار السائل نفسه (٤). والثاني: استعظامه مسؤولَه.

وأمَّا حياء المحبة: فهو حياء المحبِّ من محبوبه، حتَّى إنَّه إذا خطر على قلبه في حال غيبته هاج الحياء من قلبه، وأحسَّ به في وجهه، ولا يدري (٥) ما


(١) كما في حديث أنس عند البخاري (٥١٦٣) ومسلم (١٣٦٥/ ٨٧ عقب الحديث ١٤٢٧).
(٢) كما في حديثه عند البخاري (٢٦٩) ومسلم (٣٠٣).
(٣) «القشيرية» (ص ٤٩٢).
(٤) زاد في ع: «واستعظام ذنوبه وخطاياه».
(٥) ش: «يدرك».

<<  <  ج: ص:  >  >>