للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غاية الغايات، شارف أمرًا لا غاية له ولا نهاية، والغايات والنِّهايات كلُّها إليه تنتهي، {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} [النجم: ٤٢]، فانتهت إليه الغايات والنِّهايات. وليس له سبحانه غايةٌ ولا نهاية، لا في وجوده، ولا في مزيده وَجُوده، إذ هو الأوَّل الذي ليس قبله شيءٌ، والآخر الذي ليس بعده شيء، ولا نهاية لمجده وحمده وعطائه. بل كلَّما ازداد منه قربًا لاح له من جلاله وعظمته ما لم يشاهده قبل ذلك، وهكذا أبدًا لا يقف على غايةٍ ولا نهايةٍ. ولهذا جاء أنَّ أهل الجنَّة في مزيدٍ دائمٍ بلا انتهاء (١)، فإنَّ نعيمهم متَّصلٌ بمن لا نهاية لفضله ولا لعطائه (٢)، ولا لأوصافه، فتبارك ذو الجلال والإكرام!

* * * *


(١) قال تعالى عن أهل النار أنه يقال لهم: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ: ٣٠]، قال عبد الله بن عمرو: «هم في مزيد من العذاب أبدًا»، ذكره ابن كثير في «تفسيره». فإذا كان أهل النار في مزيد من العذاب أبدًا فأهل النعيم في مزيد من النعيم أبدًا لا محالة. وقال يحيى بن سلَّام (ت ٢٠٠) في «تفسيره» (١/ ٤٥٢) عند قوله تعالى: {عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}: «أهل الجنة أبدًا في مزيد».
(٢) زاد في ع: «ولا لمزيده».

<<  <  ج: ص:  >  >>