للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعْشَقهم الذُّلُّ أشدَّ العشق: الكذّاب، والنّمّام، والبخيل، والجبان.

وقوله: {الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى} هو من عزّة القوّة والمنعة والغلبة. قال عطاءٌ - رضي الله عنه -: للمؤمنين كالولد لوالده، وعلى الكافرين كالسَّبُع على فريسته (١). كما قال في الآية الأخرى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: ٢٩]، وهذا عكسُ حالِ من قيل فيهم (٢):

كِبرًا علينا وجُبنًا عن (٣) عدوِّكُمُ ... لبئستِ الخَلَّتانِ الكِبْرُ والجُبُنُ

وفي «صحيح مسلمٍ» (٤) من حديث عِياض بن حِمارٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ الله أوحى إليّ أن تواضَعُوا، حتّى لا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يَبغِي أحدٌ على أحدٍ».

وفي «صحيح مسلمٍ» (٥) عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخلُ الجنّةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرّةٍ من كِبْرٍ».


(١) كما في «تفسير البغوي» (٢/ ٤٧).
(٢) البيت لقعنب بن أم صاحب باختلاف في الرواية في «الحماسة» بشرح التبريزي (٤/ ١٢)، و «سمط اللآلي» (١/ ٣٦٢)، و «مختارات ابن الشجري» (١/ ٦)، و «الحماسة البصرية» (٢/ ٩٤٨).
(٣) ش، د: «في».
(٤) رقم (٢٨٦٥).
(٥) رقم (٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>