للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عثمان الحِيريُّ - رحمه الله - (١): من لم تصحّ إرادته ابتداءً، فإنّه لا يزيده مرورُ الأيّام عليه إلّا إدبارًا (٢).

وقال: المريد إذا سمع شيئًا من علوم القوم فعملَ به: صار حكمةً في قلبه إلى آخر عمره ينتفع به، وإذا تكلّم انتفع به من سمعه. ومن سمع شيئًا من علومهم ولم يعمل به كان حكايةً يحفظها أيامًا ثمّ ينساها (٣).

وقال الواسطيُّ - رحمه الله -: أوّل مقام المريد: إرادةُ الحقِّ بإسقاط إرادته (٤).

وقال يحيى بن معاذٍ - رضي الله عنه -: أشدُّ شيءٍ على المريدين: معاشرة الأضداد (٥).

وسئل الجنيد - رضي الله عنه -: ما (٦) للمريد حظٌّ في مجاراة الحكايات؟ فقال: الحكايات (٧) جندٌ من جند الله يُثبِّت الله بها قلوب المريدين. ثمّ قرأ قوله تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود: ١٢٠] (٨).

وقد ذُكِر عن الجنيد - رحمه الله - كلمتان في الإرادة مجملتان تحتاج إلى


(١) ل: «الحريري»، تحريف.
(٢) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٦٨).
(٣) المصدر نفسه (ص ٤٦٩).
(٤) المصدر نفسه (ص ٤٦٩).
(٥) المصدر نفسه (ص ٤٦٩).
(٦) «ما» ليست في ش، د.
(٧) «فقال الحكايات» ليست في ش، د.
(٨) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٦٩). وهو في «اللمع» (ص ٢٠٥، ٢٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>