للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحسنِ ما معها، ولا يتحيَّزُ إلى طائفةٍ وينأى عن أخرى بالكلِّيّة: إلّا أن لا (١) يكون معها شيءٌ من الحقِّ. فهذه طريقة الصّادقين. ودعوى الجاهليّة كامنةٌ في النُّفوس.

ولا أَعنِي بذلك أصغرِيهم ... ولكنِّي أريدُ به الذَّوِينا (٢)

سمع النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته قائلًا يقول: يا للمهاجرين! وآخر يقول: يا للأنصار! فقال: «ما بالُ دعوى الجاهليّة وأنا بين أظهُرِكم؟» (٣).

هذا، وهما اسمان شريفان، سمّاهم الله بهما في كتابه، فنهاهم عن ذلك، وأرشدَهم إلى أن يتداعَوا بالمسلمين والمؤمنين عبادِ الله، وهي الدّعوى الجامعة، بخلاف الدعوى المفرِّقة كالفلانيّة والفلانيّة (٤)، فالله المستعان (٥).

وقال - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذرٍّ: «إنّك امرؤٌ فيك جاهليّةٌ». فقال: على كبرِ السِّنِّ منِّي يا رسول الله؟ قال: «نعم» (٦).


(١) «لا» ليست في ل.
(٢) البيت للكميت من قصيدته النونية المشهورة في «ديوانه» (ص ١٠٩)، وانظر: «الصحاح»، و «لسان العرب» (ذو)، و «الكتاب» لسيبويه (٢/ ٤٣)، و «خزانة الأدب» (١/ ٦٧، ٢/ ٢٨٤).
(٣) أخرجه البخاري (٣٥١٨، ٤٩٠٥) ومسلم (٢٥٨٤) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -. وليس عندهما «وأنا بين أظهركم».
(٤) «والفلانية» ليست في ش، د.
(٥) «فالله المستعان» ليست في د.
(٦) أخرجه البخاري (٦٠٥٠) ومسلم (١٦٦١) من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>