للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحرامٌ على قلبٍ قد تربّى على غذاء السّماع الشّيطانيِّ: أن يجد شيئًا من ذلك في سماع القرآن، بل (١) إن حصلَ له نوعُ لذّةٍ فهو من قِبَلِ الصّوت المشترك، لا من قِبَلِ المعنى الخاصِّ.

وليس في نعيم أهل الجنّة أعلى من رؤية (٢) وجه محبوبهم عيانًا (٣)، وسماع كلامه منه.

وذكر عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب «السُّنّة» (٤) أثرًا لا يحضرني الآن هل هو موقوفٌ أو مرفوعٌ: إذا سمع النّاسُ القرآنَ يومَ القيامة من الرّحمن فكأنّهم لم يسمعوه قبلَ ذلك.

وإذا امتلأ القلب بشيءٍ، وارتفعت المباينة الشّديدة بين الظّاهر والباطن= أدَّتِ الأذن إلى القلب من المسموع ما يناسبه، وإن لم يدلّ عليه ذلك المسموع، ولا قصدَه المتكلِّم. ولا يختصُّ ذلك بالكلام الدّالِّ على معنًى، بل قد يقع في الأصوات المجرّدة.

قال القشيريُّ - رحمه الله - (٥): سمعت أبا عبد الرحمن السُّلميّ يقول: دخلتُ


(١) ش، د: «بلى».
(٢) ش، د: «رؤيتهم».
(٣) ش، د: «عاليا».
(٤) رقم (١٠٤) موقوفًا على محمد بن كعب القرظي. وانظر: «السنة» للخلال (١٩١٦، ١٩١٧، ٢٠٧٦)، و «إبطال التأويلات» لأبي يعلى (٣٦٣)، و «صفة الجنة» لأبي نعيم (٢٧٠)، و «البداية» لابن كثير (١٠/ ٥٦٢). ويُروى عن أبي هريرة مرفوعًا، كما في «إبطال التأويلات» (٣٦٤)، وإسناده ضعيف.
(٥) «الرسالة القشيرية» (ص ٦٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>