للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الافتقار إليه على جميع الأحوال، وملازمة السُّنّة في جميع الأفعال، وطلب القُوتِ من وجهٍ حلالٍ (١).

وقيل: من حُكم الفقير أن لا تكون له رغبةٌ، فإن كان ولا بدَّ فلا تُجاوز رغبتُه كفايتَه (٢).

وقيل: الفقير من لا يَملِك ولا يُملَك (٣). وأتمُّ من هذا: من يَملِك ولا يَملِكه ما ملك.

وقيل: من أراد الفقر لشرف الفقر مات فقيرًا، ومن أراده لئلّا يشتغل عن الله بغيره مات غنيًّا (٤).

والفقر له بدايةٌ ونهايةٌ، وظاهرٌ وباطنٌ. فبدايته الذُّلُّ، ونهايته العزُّ، وظاهره العدم، وباطنه الغنى. كما قال رجلٌ لآخر (٥): فقرٌ وذلٌّ؟ فقال: لا. بل فقرٌّ وعزٌّ. فقال: فقرٌ وثرًى (٦)؟ فقال: لا بل فقرٌ وعرشٌ، وكلاهما مصيبٌ (٧).


(١) المصدر نفسه (ص ٥٧٦).
(٢) المصدر نفسه (ص ٢٠٧، ٥٨١). والقائل أبو بكر عبد الله بن طاهر الأبهري. ورواه السلمي في «الطبقات» (ص ٣٩٤)، والبيهقي في «الشعب» (٣٢٥٥).
(٣) «قوت القلوب» (١/ ٢٦٩) عن أبي يزيد البسطامي نحوه في وصف الزاهد.
(٤) «الرسالة القشيرية» (ص ٥٧٨).
(٥) الحوار بين منصور بن خلف المغربي وأبي سهل الخشاب الكبير في «الرسالة القشيرية» (ص ٥٧٨).
(٦) الثرى: التراب والأرض.
(٧) «وكلاهما مصيب» تعليق من المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>