للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعرفة. ولا مقامَ أشرفُ من مقام متابعة الحبيب في أوامره وأفعاله وأخلاقه (١).

وقال: كلُّ ما سُئِلتَ عنه فاطلُبْه في مفازة العلم، فإن لم تجدْه ففي ميدان الحكمة، فإن لم تجدْه فزِنْه بالتّوحيد، فإن لم تجدْه في هذه المواضع الثّلاثة فاضرِبْ به وجهَ الشّيطان (٢).

وأُلقِي بُنانٌ الحمّال بين يدي السَّبُع، فجعل السّبع يشمُّه لا يضرُّه. فلمّا أُخرِج قيل له: ما الذي كان في قلبك حين شَمَّك السّبع؟ قال: كنت أتفكَّرُ في اختلاف العلماء (٣) في سؤر السِّباع (٤).

وقال أبو حمزة البغداديُّ ــ من أكابر الشُّيوخ، وكان أحمد بن حنبلٍ - رحمه الله - يقول له في المسائل: ما تقول يا صوفيُّ (٥) ــ: مَن علِمَ طريقَ الحقِّ سهُلَ عليه سلوكُه، ولا دليلَ على الطّريق إلى الله إلّا متابعةُ الرّسول - صلى الله عليه وسلم - في أحواله


(١) «الرسالة القشيرية» (ص ١٨٢)، ورواه السلمي في «طبقاته» (ص ٢٦٨)، والبيهقي في «الزهد» (٧٥٠). وانظر: «سير السلف» (ص ١٣٣٤)، و «صفة الصفوة» (٢/ ٤٤٥).
(٢) «الرسالة القشيرية» (ص ١٨٢).
(٣) «العلماء» ليست في ش.
(٤) «الرسالة القشيرية» (ص ١٨٥). ورواه أبو نعيم في «الحلية» (١٠/ ٣٢٤)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٧/ ١٠١). وانظر: «صفة الصفوة» (٢/ ٤٤٩)، و «سير أعلام النبلاء» (١٤/ ٤٨٩)، و «تاريخ الإسلام» (٧/ ٣٠٢).
(٥) كما في «طبقات الصوفية» للسلمي (ص ٢٩٥)، و «تاريخ بغداد» (١/ ٣٩٠)، و «طبقات الحنابلة» (١/ ٢٦٨)، و «تاريخ دمشق» (٥١/ ٢٥٥، ٢٥٦)، و «سير أعلام النبلاء» (١٣/ ١٦٨)، و «تاريخ الإسلام» (٦/ ٤٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>