للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به تُعرف الشّرائع والأحكام، ويتميّز الحلال من الحرام، وبه تُوصَل الأرحام، وبه تُعرف مَراضي الحبيب، وبمعرفتها ومتابعتها يُوصل إليه من قريبٍ.

وهو إمامٌ، والعمل مأمومٌ. وقائدٌ، والعمل تابعٌ.

وهو الصّاحب في الغربة، والمحدِّث في الخلوة، والأنيس في الوحشة، والكاشف عن الشُّبهة. والغِنى الذي لا فقْرَ على من ظفِرَ بكنزه، والكَنَف (١) الذي لا ضيعةَ على من أَوى إلى حِرْزه.

مذاكرته تسبيحٌ، والبحث عنه جهادٌ، وطلبه قُربةٌ، وبذله صدقةٌ، ومدارسته تَعدِل بالصِّيام والقيام، والحاجة إليه أعظم منها إلى الشّراب والطّعام.

قال الإمام أحمد - رضي الله عنه -: النّاس إلى العلم أحوجُ منهم إلى الطّعام والشّراب، لأنّ الرّجل يحتاج إلى الطّعام والشّراب في اليوم مرّةً أو مرّتين، وحاجته إلى العلم بعددِ أنفاسه (٢).

وروِّينا عن الشّافعيِّ - رضي الله عنه - أنّه قال: طلب العلم أفضل من صلاة النّافلة (٣).


(١) ل: «الكهف».
(٢) انظر: «مسائل الإمام أحمد» لحرب (٣٤٣)، و «طبقات الحنابلة» (١/ ٣٩٠)، و «الآداب الشرعية» (٢/ ٤٤)، و «مفتاح دار السعادة» (١/ ١٦٤، ٣٣٢).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في «آداب الشافعي ومناقبه» (ص ٩٧)، وأبو نعيم في «الحلية» (٩/ ١١٩)، والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (ص ١١٣)، وابن عبد البر في «الانتقاء» (ص ٨٤)، و «جامع بيان العلم» (١/ ١٢٣)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>