للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَحمِلها النُّفوس. وحسبك بضعف (١) عمر عن حملها وهو عمر، حتّى ثبَّته الله بالصِّدِّيق.

قال ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما -: كلُّ سكينةٍ في القرآن فهي طمأنينةٌ، إلّا التي في سورة البقرة (٢).

وفي «الصّحيحين» (٣) عن البراء بن عازبٍ - رضي الله عنه - قال: رأيتُ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ينقل من تراب الخندق، حتّى وارى التُّرابُ جِلدَ بطنِه، وهو يرتجزُ بكلمة عبد الله بن رواحة:

اللهمّ لولا أنتَ ما اهتدَينا ... ولا تصدَّقْنا ولا صَلَّينا

فأنزِلنْ سكينةً علينا ... وثبِّتِ الأقدامَ إن لاقينا

إنّ الأُلى قد بَغَوا علينا ... وإن أرادوا فتنةً أبينا

وفي صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الكتب المتقدِّمة: إنِّي باعثٌ نبيًّا أمِّيًا، ليس بفَظٍّ ولا غليظٍ، ولا صَخَّابٍ في الأسواق، ولا متزيِّنٍ بالفحش، ولا قَوَّالٍ للخنا. أُسدِّده لكلِّ جميلٍ، وأَهَبُ له كلَّ خُلقٍ كريمٍ، ثمّ أجعلُ السّكينة لباسَه، والبرَّ شعارَه، والتّقوى ضميرَه، والحكمةَ معقولَه، والصِّدقَ والوفاء طبيعتَه، والعفوَ والمعروفَ خلقَه، والعدلَ سيرتَه، والحقَّ شريعتَه، والهدى إمامَه، والإسلامَ مِلَّتَه، وأحمدَ اسْمَه (٤).


(١) ل: «من ضعف».
(٢) «تفسير البغوي» (٤/ ١٨٩)، و «القرطبي» (١٦/ ٢٦٤).
(٣) البخاري (٤١٠٦، ومواضع أخرى)، ومسلم (١٨٠٣).
(٤) أخرجه أبو نعيم في «دلائل النبوة» (٣٣) عن وهب بن منبّه قال: أوحى الله تعالى إلى أشعياء ... ثم ذكره ضمن حديث طويل. وعزاه السيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٦٢٠) إلى ابن أبي حاتم أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>