أي يَغار على بصيرةٍ غطّاها سترٌ أو حجابٌ، فإنّ الغَيْن بمنزلة الغطاء والحجاب، وهو غطاءٌ رقيقٌ جدًّا، وفوقه الغَيْم وهو لعموم المؤمنين، وفوقه الرَّيْن والرَّان وهو للكفّار.
وقوله:(وسرٍّ غَشِيَه رينٌ)، أي حجابٌ أغلظ من الأوّل.
والسِّرُّ هاهنا: إمّا اللّطيفة المدركة من الرُّوح، وإمّا الحال التي بين العبد وبين الله. فإذا غشِيه رَيْنُ النّفس والطّبيعة استغاث صاحبه، كما يستغيث المعذَّب في عذابه، غيرةً على سرِّه من ذلك الرّين.
وقوله:(ونفسٌ عَلِقَ برجاءٍ، والتفتَ إلى عطاءٍ)، يعني: أنّ صاحب النّفس يَغار على نفسه إذا تعلَّق برجاءٍ من ثوابٍ منفصلٍ، ولم يتعلّق بإرادة الله ومحبّته. فإنّ بين النّفسين كما بين متعلَّقَيْهما.
وكذلك قوله:(أو التفت إلى عطاءٍ) يعني: أنّه يلتفت إلى عطاء دون الله فرضيَ به. ولا ينبغي أن يتعلّق إلّا بالله، ولا يلتفت إلّا إلى المُعْطي وحده. والله أعلم.