للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله (١): (فالنّفَس الأوّل للعيون (٢) سراجٌ، والثّاني للقاصد معراجٌ، والثّالث للمحقِّق (٣) تاجٌ).

أي: النّفَس الأوّل سراجٌ في ظُلمة السُّلوك، لتعلُّقه بالعلم، كما تقدّم، والعلم سراجٌ يُهتدى به في طرقات القصد، ويوضِّح مسالكها، ويبيِّن مراتبها، فهو سراجٌ للعيون.

والنّفَس الثّاني للقاصد معراجٌ، فإنّه أعلى من الأوّل؛ لأنّه من نور المعرفة الرّافعة للحجاب.

والنّفَس الثّالث للمحقِّق تاجٌ، لأنّه نفَسٌ مطهّرٌ من أدناس الأكوان، ومتّصلٌ بالكائن قبل كلِّ شيءٍ، والمكوِّن لكلِّ شيءٍ، والكائن بعد كلِّ شيءٍ، فهذا تاجٌ لقلبه بمنزلة التّاج على رأس الملك.

فالنّفَس الأوّل يؤمِّن السّالكَ مِن عَثْرته، والثّاني يوصله إلى طَلِبَته، والثّالث يدلُّه على علوِّ مرتبته، والله أعلم.

* * * *


(١) «المنازل» (ص ٨٧).
(٢) في متن «المنازل»: «للغيور» وفي بعض نسخه كما هو مثبت، ووقع في شرحي التلمساني (ص ٤٨٦) والشطيبي (ص ٤٥٩): «للعبور»، ووقع في شرح الإسكندري: «للعَثُور» واستظهره محقق شرح الشطيبي، لأنه ذكر بعد ذلك رتبة القاصد ثم المحقق. وسقطت الكلمة من ش.
(٣) ت هنا وفيما سيأتي: «للحق».

<<  <  ج: ص:  >  >>