للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (وجودًا لا نعتًا)، أي سقط وجود شهوده، لا نعتُه والإخبار عنه (١).

وقوله: (وبقاء ما لم يزل حقًّا بإسقاط ما لم يكن مَحْوًا) يوضِّح المراد من الدرجتين اللَّتين قبله، ومعناه: بقاء الحقِّ وفناء المخلوق، والحقُّ سبحانه لم يزلْ باقيًا، فلم يتجدّد له البقاء، والفناء المتعلِّق بالمخلوق هو فناؤهم في شهود المشاهد، ومحْوُ رسومهم من قلبه بالكلِّيّة، لا فناؤهم في الخارج.

وحاصل ذلك: أن تفنى من قلبك إرادةُ السِّوى وشهودُه والالتفاتُ إليه، وتَبقى فيه إرادةُ الحقِّ وحدَه وشهودُه، والالتفاتُ بالكلِّيّة إليه، والإقبالُ بجمعيَّتك عليه. فحولَ هذا يُدندِن العارفون، وإليه شَمَّر السّالكون، وإن وسَّعوا له العبارات، وصرَّفوا له القول، والله أعلم.

* * * *


(١) «عنه» ليست في ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>