للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عمر - رضي الله عنه -: يا أيُّها النّاس، إنّ الرّأي إنَّما كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصيبًا لأنّ الله كان يُريه، وإنّما هو منَّا الظّنُّ والتّكلُّف (١).

وقال ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما -: من أحدَثَ رأيًا ليس في كتاب الله ولم تمضِ به سنّةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يدر على ما هو منه إذا لقي الله عزّ وجلّ (٢).

وقال عمر - رضي الله عنه -: يا أيُّها النّاس، اتّهموا رأيكم على الدِّين، فلقد رأيتُني وإنِّي لأردُّ أمرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيي، أجتهد، والله ما آلو ذلك يوم أبي جندلٍ، والكاتبُ يكتُب، فقالوا: نكتُب: «باسمك اللهمَّ»، فرضي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبيتُ، فقال: «يا عمر، تراني قد رضيتُ، وتأبى؟» (٣).

وقال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رُوِّيناه (٤) من طريق مسدَّدٍ، حدَّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ابن جريجٍ، أخبرني سليمان بن عتيقٍ، عن طلق بن حبيبٍ، عن الأحنف بن قيسٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا هلك المتنطِّعون، ألا هلك المتنطِّعون، ألا هلك المتنطِّعون» وإن لم تكن هذه


(١) أخرجه أبو داود (٣٥٨٦) وفي سنده انقطاع فإن الزهري لم يدرك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
(٢) أخرجه الدارمي (١٦٠) وابن وضاح في «البدع» (٩٤) وابن حزم في «الإحكام» (٦/ ٤٦) والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (١/ ٤٥٨).
(٣) أخرجه أبو يعلى ــ كما في «مسند الفاروق» لابن كثير (٢/ ٣٥١) و «المقصد العلي» للهيثمي (٦٤) ــ والبزار في «المسند» (١٤٨) وابن المنذر في «الأوسط» (٦/ ٣٣٦ - ٣٣٧) والطبراني في «الكبير» (١/ ٧٢)، وصححه ابن حزم في «المحلَّى» (١/ ٦١).
(٤) في «سنن أبي داود» (٤٦٠٨). وقد أخرجه مسلم (٢٦٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا حفص بن غياث ويحيى بن سعيد، عن ابن جريج به.

<<  <  ج: ص:  >  >>