للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمره الله سبحانه بالاستغفارِ بعد أداء الرِّسالة، والقيامِ بما عليه من أعبائها، وقضاءِ فرض الحجِّ والجهاد، واقترابِ أجله، فقال في آخر ما أنزل عليه (١): {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [سورة النصر]. ومن هاهنا فَهِم عمر وابن عبّاسٍ - رضي الله عنهم - أنَّ هذا أجلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلَمَه (٢) به، فأمَره أن يستغفره عقيبَ أداء ما عليه (٣)، فكان إعلامَه (٤) بأنّك قد أدّيتَ ما عليك، ولم يبق عليك شيءٌ، فاجعل خاتمته الاستغفار، كما كان خاتمةَ الصّلاة والحجِّ وقيام اللّيل، وخاتمةَ الوضوء أيضًا إذ يقول بعد فراغه (٥) "اللهمَّ اجعلني من التَّوَّابين، واجعلني من المتطهِّرين" (٦).

فهذا شأنُ مَن عرَف ما ينبغي لله ويليق بجلاله من حقوق العبوديّة


(١) ع: "آخر سورة أنزلت عليه".
(٢) كتب فوقه في ع لفظ الدلالة مع علامة صح.
(٣) تقدَّم تخريجه.
(٤) م، ش: "إعلام"، وكذا كان في ق، ل فأصلح كما أثبت من ج.
(٥) بعده في ع زيادة: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك".
(٦) جزء من حديث طويل في الوضوء أخرجه الترمذي (٥٥) عن عمر - رضي الله عنه -، وقال: "وفي إسناده الاضطراب، ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب كبير شيء"، وأصله عند مسلم (٢٣٤) بدون هذا القول، قال الحافظ: "لم تثبت هذه الزيادة في هذا الحديث"، وضعَّف شواهده، ينظر: "نتائج الأفكار" (١/ ٢٣٨ - ٢٤٤) .. ولكن جنح المؤلف والألباني إلى تحسينه، ينظر: "المنار المنيف (ص ١١٦) و"الإرواء" (٩٦) و"صحيح أبي داود - الأم" (١/ ٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>