للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويضحك إلى من أخفى الصّدقةَ عن أصحابه لسائلٍ اعتراهم فلم يعطُوه، فتخلَّف بأعقابهم، وأعطاه سرًّا حيث لا يراه إلّا الله تعالى والذي أعطاه (١)؛ فهذا الضَّحِك منه (٢) حبًّا له وفرحًا به. وكذلك الشّهيدُ حين يلقاه يوم القيامة، فيضحك إليه فرحًا به وبقدومه عليه (٣).

وليس في إثبات هذه الصِّفات محذورٌ البتّة، فإنّه فرَحٌ ليس كمثله شيءٌ، وضَحِكٌ ليس كمثله شيءٌ، وحكمُه حكمُ رضاه ومحبّته وإرادته وسائر صفاته. فالباب بابٌ واحدٌ، لا تمثيل ولا تعطيل.

وليس ما يُلزِمُ به المعطِّلُ للمثبِت (٤) إلّا ظلمٌ محضٌ وتناقضٌ وتلاعبٌ،


(١) يشير إلى حديث أبي ذر - رضي الله عنه - الذي أخرجه أحمد (٢١٣٥٥) والترمذي (٢٥٦٨) والنسائي في "المجتبى" (١٦١٥، ٢٥٧٠) وابن خزيمة (٢٤٥٦) وابن حبان (٣٣٤٩) والحاكم (١/ ٤١٦، ٢/ ١١٣) من طريق ربعي بن حراش عن يزيد بن ظبيان عن أبي ذر - رضي الله عنه - مرفوعًا. ويزيد هذا مجهول. وقد روي من طريق آخر عن ربعي عن أبي ذر من غير واسطة، وعن ربعي عن ابن مسعود، والمحفوظ هو الأول كما قرره البخاري والترمذي والدارقطني، ينظر: "العلل الكبير" (٦٢٧) و"الجامع" (٢٥٦٧، ٢٥٦٨) كلاهما للترمذي، و"علل الدارقطني" (١١٠٣).
(٢) "منه" ساقط من ش.
(٣) يشير إلى حديث نعيم بن همَّار الذي أخرجه سعيد بن منصور (٢٥٦٦ - نشرة الأعظمي) وأحمد (٢٢٤٧٦) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٢٧٧) وفي "الجهاد" (٢٢٨) والنسائي في "الكبرى" (٤٦٦) وغيرهم. صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٦/ ١٢٤)، وينظر: "علل ابن أبي حاتم" (٩٧٦) وتعليق محققي "مسند أحمد".
(٤) كذا في جميع النسخ إلا ع التي أصلح فيها. وانظر ما سبق في (ص ٢٢٢) من قوله: "تنفع الآيات والإنذار لمن صدق بالوعيد".

<<  <  ج: ص:  >  >>