ثمَّ إن هذا التاريخ لا يمكن أن يكون ألَّف فيه هذا الكتاب، لأن من أوائل كتبه «تهذيب السنن»، وقد نصَّ فيه على أنه ألَّفه سنة ٧٣٢، ثم مما ألَّف بعده:«مفتاح دار السعادة» حيث ذكر «تهذيب السنن» فيه، وكتابنا هذا بعد «المفتاح» حيث أحال فيه عليه، بل قد أحال في كتابنا على «الصواعق المرسلة» وفيه ذكر «المفتاح». كلُّ هذا يدل على أن الكتاب قد أُلِّف بعد التاريخ المرقوم في القيد المزوَّر بسنين.
وفي طرر النسخة تعليقات لبعض القراء، يصدِّرها بقوله:«حاشية»، وهي متنوعة، فبعضها تذييل على كلام المؤلف باصطلاحات القوم وإشاراتهم، وفي بعضها نقلٌ لأقوال مشايخ الطريقة في الباب، وبعضُها تعليق على كلام الماتن، وفي بعضها تعقُّب على المؤلف، لا سيما فيما يعزوه إلى مذهب أبي حنيفة، كما في (ق ١٨٠/ب) حيث قال: «هذا الحكم المنسوب إلى مذهب أبي حنيفة - رحمه الله - إنما هو قول أبي يوسف». وتاريخ هذه التحشية يرجع إلى القرن العاشر، فإنه ختم بعض تعليقاته (ق ٢٢٨) بقوله: « ... فيا غربة الإسلام في عاشر قرن».
٣) نسخة جامعة الإمام= م
هي محفوظة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم (٨٨٦٠/خ). وهي تتكوَّن من مجلَّد واحدٍ في ١٨١ ورقة، ينقصه بعض الأوراق من آخره. وفي كل صفحة منها ٢٥ سطرًا.
والظاهر أن النسخة كانت تامَّة في مجلدين، فُقد الثاني منهما، وقد جاء في إحدى قيود التملك على صفحة العنوان:«ملكه والجزء الذي يليه ... ».