للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بعض الصحابة (١) - رضي الله عنهم - يقول: أعوذ بالله من خشوع النِّفاق (٢)، فقيل له: وما خشوع النِّفاق؟ فقال: أن ترى الجسد خاشعًا والقلبُ غير خاشعٍ (٣). (٤)

وقال الفضيل بن عياضٍ - رحمه الله -: كان يُكره أن يُري الرجلُ من الخشوع أكثر ممَّا في قلبه (٥).

وقال حذيفة - رضي الله عنه -: أوَّل ما تفقدون من دينكم الخشوع (٦)، ويوشك


(١) كُتب تحته في ع: «وهو حذيفة». كذا، وإنما روي عن أبي الدرداء كما سيأتي في تخريجه.
(٢) السياق في ع: «إياكم وخشوع النفاق».
(٣) أخرجه أحمد في «الزهد» (ص ١٧٦) وابن أبي شيبة (٣٦٨٦١) والبيهقي في «شعب الإيمان» (٦٥٦٧) عن أبي الدرداء بلفظ: «استعيذوا بالله ... » إلخ. وفي سنده انقطاع.
(٤) جاء في ع هنا زيادة: «ورأى عمر بن الخطّاب رجلًا طأطأ رقبته في الصلاة، فقال: يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرِّقاب، إنَّما الخشوع في القلوب. ورأت عائشة شبابًا يمشون ويتماوتون في مِشيتهم، فقالت لأصحابها: ما هؤلاء؟ فقالوا: نسَّاك، فقالت: كان عمر بن الخطاب إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، وكان هو النّاسك حقًّا».
قول عمر ذكره الغزالي في «الإحياء» (٣/ ٢٩٦) بهذا اللفظ، وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٧/ ٧١) عن سفيان الثوري بلاغًا بمعناه. وأما أثر عائشة فلم أجده عنها في شيء من المصادر، إنما أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (٣/ ٢٧٠) ــ ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤٤/ ٢٨٨) وغيرُه ــ عن الشفاء بنت عبد الله - رضي الله عنها - بمثله إلا أنه ليس فيه: «وإذا أطعم أشبع».
(٥) ذكره القشيري (ص ٣٨٠).
(٦) في ع زيادة: «وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ورُبَّ مصلٍّ لا خير فيه». وسيأتي تخريج الجملة الأولى من هذه الزيادة في التعليق الآتي. وأما الجملة الثانية فلم أجدها عن حذيفة، وإنما رويت عن عمر مرفوعًا بإسناد ضعيف عند الطبراني في «الصغير» (٣٨٧) والبيهقي في «الشعب» (٤٨٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>