للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن خفيفٍ: علامة الزُّهد وجود الراحة في الخروج من الملك.

وقال أيضًا: الزُّهد سلوُّ القلب عن الأسباب، ونفضُ الأيدي من الأملاك (١).

وقيل: هو عزوف (٢) القلب عن الدُّنيا بلا تكلُّفٍ.

وقال الجنيد: الزُّهد خلوُّ القلب عمَّا خلت منه اليد (٣).

وقال الإمام أحمد: الزُّهد في الدُّنيا قصر الأمل (٤).

وعنه روايةٌ ثانية (٥) أنَّه عدم فرحه بإقبالها وحزنه على إدبارها، فإنَّه سئل عن الرجل يكون معه ألف دينارٍ هل يكون زاهدًا؟ فقال: نعم، على شريطة أن لا يفرح إذا زادت ولا يحزن إذا نقصت (٦).

وقال عبد الله بن المبارك: هو الثِّقة بالله مع حبِّ الفقر. وهذا قول شقيقٍ ويوسف بن أسباطٍ (٧).


(١) ذكرهما القشيري (ص ٣٣٥).
(٢) في الأصل: «غروب»، تصحيف.
(٣) ذكره القشيري (ص ٣٣٥).
(٤) ذكره القشيري (ص ٣٣٦). وفي «طبقات الحنابلة» (١/ ٨٢) من رواية أبي طالب عنه زيادة: «والإياس مما في أيدي الناس».
(٥) ع: «أخرى».
(٦) سبق (ص ١٠٨).
(٧) ذكره القشيري (ص ٣٣٦). وأسنده البيهقي في «الزهد الكبير» (٧٣) من رواية الصوفي الزاهد ابن الفَرَجي (ت بعد ٢٧٠) عنهم. وشقيق هو ابن إبراهيم الأزدي البلخي، شيخ خراسان الزاهد (ت ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>