للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمنحرفون في هذا الباب وقد (١) أشار الشيخ إليهم بقوله: (لا يتحمَّل البحث عنها تعسُّفًا)، أي لا يتكلَّف التّعسُّف في البحث عن كيفيَّاتها (٢). والتّعسُّف سلوك غير الطريق، يقال: ركب فلانٌ التعاسيف في سيره، إذا كان يسير يمينًا وشمالًا جائرًا عن الطريق.

(ولا يتكلَّف لها تأويلًا): أراد بالتأويل هاهنا التأويل الاصطلاحي، وهو صرف اللفظ عن ظاهره عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح. وقد حكى غير واحدٍ من العلماء إجماع السلف على تركه. وممَّن حكاه البغويُّ (٣)، وأبو المعالي الجوينيُّ في رسالته «النِّظاميَّة» (٤) بخلاف ما سلكه في «شامله» (٥) و «إرشاده» (٦). وممَّن حكاه سعد بن عليٍّ الزَّنجاني (٧). وقبل


(١) كذا في عامة النسخ عدا ش، ع مسبوقةً بواو الحال، وقد أخذ المؤلف في الجملة الحالية وأطال فيها حتى سها عن ذكر خبر للمبتدأ: «المنحرفون».
(٢) في النسخ عدا الأصل، ل، ع: «كيفيتها». ويظهر أنه كان كذلك في الأصل ثم زيدت الألف بعد ذلك.
(٣) في «شرح السنة» (١/ ١٧٠ - ١٧١). وانظر: «معالم التنزيل» (٣/ ٢٣٥ - ٢٣٦) في تفسير {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤].
(٤) (ص ٣٢ - ٣٣).
(٥) انظر فيه: «باب في ذكر تأويل جُمَل من ظواهر الكتاب والسنة» (ص ٥٤٣ - ٥٧٠).
(٦) انظر فيه تأويل الاستواء (ص ٤٠ - ٤٢)، والرحمة (ص ١٤٥)، واليدين والوجه والمجيء والنزول وغيرها (ص ١٥٥ - ١٦٤)، والمحبَّة (ص ٢٣٨ - ٢٣٩).
(٧) الحافظ الزاهد شيخ الحرم (ت ٤٧١). وقد نقل كلامه في ذلك المؤلفُ في «اجتماع الجيوش» (ص ٢٥٢ - ٢٥٩) من جواباته على مسائل سئل عنها بمكة. وله أيضًا قصيدةٌ رائيَّة في السنة وشرحٌ عليها، وهي مطبوعة مع القدر الذي وجد من شرحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>