للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سهلٌ: التوكُّل الاسترسال مع الله على (١) ما يريد (٢).

ومنهم من يفسِّره بالرِّضا، فيقول: هو الرِّضا بالمقدور.

قال بشرٌ الحافي - رحمه الله -: يقول أحدهم: توكَّلت على الله؛ يكذب على الله، لو توكَّل على الله رضي بما يفعل الله (٣).

وسُئل يحيى بن معاذٍ - رضي الله عنه -: متى يكون الرجل متوكلًا؟ فقال: إذا رضي بالله وكيلًا (٤).

ومنهم من يفسِّره بالثِّقة بالله، والطُّمأنينة إليه، والسُّكون إليه.

قال ابن عطاءٍ - رضي الله عنه -: التوكُّل أن لا يظهر فيك انزعاجٌ إلى الأسباب مع شدَّةِ فاقتك إليها، ولا تزول عن حقيقة السُّكون إلى الحقِّ مع وقوفك عليها (٥).

وقال ذو النُّون: هو ترك تدبير النفس والانخلاعُ من الحول والقوَّة (٦). وإنَّما يقوى العبد على التوكُّل إذا علم أنَّ الحقَّ سبحانه يعلم ويرى ما هو فيه.


(١) ع: «مع»، خطأ.
(٢) ذكره الطوسي في «اللمع» (ص ٥٢) وعنه القشيري (ص ٤١١).
(٣) «القشيرية» (ص ٤١٠).
(٤) «القشيرية» (ص ٤١٠).
(٥) «القشيرية» (ص ٤١٠).
(٦) إلى هنا في «اللمع» (ص ٥٢)، وما بعده عند القشيري (ص ٤١١)، وهو من كلامه لا تتمة كلام ذي النون. وأسند السُّلمي في «طبقاته» (ص ٥٠) عن السَّري السقطي أنه أيضًا فسَّر التوكل بالانخلاع من الحول والقوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>