للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعضهم: التوكُّل التعلُّق بالله في كلِّ حالٍ (١).

وقيل: التوكُّل أن تَرِد عليك موارد الفاقات، فلا تسمو إلَّا إلى من إليه الكفايات (٢).

وقيل: نفي الشُّكوك والتفويض إلى مالك الملوك.

وقال ذو النُّون - رحمه الله -: خلع الأرباب وقطع الأسباب (٣)؛ يريد قطعها من تعلُّق القلب بها، لا من ملابسة الجوارح لها.

ومنهم من جعله مركَّبًا من أمرين أو أمورٍ.

فقال أبو سعيدٍ الخرَّاز ــ رحمة الله عليه ــ: التوكُّل اضطرابٌ بلا سكونٍ وسكونٌ بلا اضطرابٍ (٤). يريد: حركةَ ذاته في الأسباب بالظاهر والباطن، وسكونًا إلى المسبِّب وركونًا إليه، فلا يضطرب قلبه معه، ولا تسكن (٥) حركته في الأسباب الموصلة إلى رضاه.

وقال أبو ترابٍ النَّخشبيُّ: هو طرح البدن في العبوديَّة، وتعلُّق القلب


(١) ذكره القشيري (ص ٤١٢) عن أبي عبد الله القُرَشي.
(٢) انظر: «القشيرية» (ص ٤١٦).
(٣) أسنده السلمي في «تفسيره» (١/ ١٧٥) وأبو نعيم في «الحلية» (٩/ ٣٨٠) والبيهقي في «شعب الإيمان» (١٢٣٣) والقشيري (ص ٤١٢).
(٤) «القشيرية» (ص ٤١٣). وأسنده السُّلمي في «تفسيره» (٢/ ١١٩). ولعل أبا سعيد أخذ ذلك عن بشرٍ الحافي (وكان قد صحبه)، فإن أبا نعيم أسنده في «الحلية» (٨/ ٣٥١) من قول بشر.
(٥) ش: «تستكن».

<<  <  ج: ص:  >  >>