للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وولي أبو هريرة - رضي الله عنه - إمارةً مرّةً، فكان يحمل حُزْمةَ الحطب على ظهره، وهو يقول: طرِّقوا للأمير (١).

وركب زيد بن ثابتٍ - رضي الله عنه -، فدنا ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما - ليأخذ برِكابه، فقال: مَهْ يا ابنَ عمِّ رسول الله! فقال: هكذا أُمِرنا أن نفعل بكُبرائنا، فقال زيد: أَرِني يدَك، فأخرجها إليه فقبّلَها وقال: هكذا أُمِرنا أن نفعل بأهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢).

وقَسَم عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - بين الصّحابة حُلَلًا، فبعث إلى معاذٍ حلّةً مثمنةً، فباعها واشترى بثمنها ستّةَ أعبُد وأعتقَهم، فبلغَ عمر، فبعث إليه بعد ذلك حُلّةً دونها، فعاتبَه معاذٌ، فقال: لأنّك بعتَ الأولى. فقال معاذٌ - رضي الله عنه -: وما عليك؟ ادفعْ لي نصيبي، وقد حلفتُ لأضربنّ بها رأسك. فقال عمر - رضي الله عنه -: رأسي بين يديك، وقد يَرْفُق الشّابُّ بالشّيخ (٣).

ومرّ الحسن بن علي بصبيانٍ معهم كِسَرُ خبزٍ، فاستضافوه، فنزلَ فأكل معهم، ثمّ حملهم إلى منزله، وأطعمهم وكساهم، وقال: اليدُ لهم، لأنّهم لم يجدوا شيئًا غير ما أطعموني، ونحن نجد أكثر منه (٤).


(١) «الرسالة القشيرية» (ص ٣٨٤). وانظر: «الزهد» لأبي داود (٢٨٤)، و «حلية الأولياء» (١/ ٣٨٥)، و «تاريخ دمشق» (٦٧/ ٣٧٣)، و «سير أعلام النبلاء» (٢/ ٦١٤).
(٢) «الرسالة القشيرية» (ص ٣٨٤). ورواه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (١/ ٤٨٤)، والطبراني في «المعجم الكبير» (٤٧٤٦)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١/ ٥١٤)، والدينوري في «المجالسة» (١٣١٤).
(٣) «الرسالة القشيرية» (ص ٣٨٨). ونحوه في «تاريخ دمشق» (٥٨/ ١٦٥).
(٤) المصدر نفسه (ص ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>