للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو بكر بن طاهرٍ: العلم يعارضُه الشُّكوك، واليقين لا شكَّ فيه (١).

وعند القوم: اليقين لا يساكن قلبًا فيه سكونٌ إلى غير الله (٢).

وقال ذو النُّون - رحمه الله -: اليقين يدعو إلى قِصَر الأمل، وقِصَرُ الأمل يدعو إلى الزُّهد، والزُّهد يُورِث الحكمة، وهي (٣) تُورِث النّظر في العواقب (٤).

قال: وثلاثةٌ من أعلام اليقين: قلّة مخالطة النّاس في العِشْرة، وتركُ المدح لهم في العطيّة (٥)، والتّنزُّه (٦) عن ذمِّهم عند المنع. وثلاثةٌ من أعلامه أيضًا: النّظر إلى الله في كلِّ شيءٍ، والرُّجوع إليه في كلِّ أمرٍ، والاستعانة به في كلِّ حالٍ (٧).

وقال الجنيد - رحمه الله -: اليقين هو استقرار العلم الذي لا ينقلب ولا يُحوَّل ولا يتغيَّر في القلب (٨).

وقال ابن عطاءٍ - رحمه الله -: على قَدْرِ قُربهم من التّقوى أدركوا من اليقين. وأصل التّقوى مباينة النّهي، وهو مباينة النّفس، فعلى قدر مفارقتهم النّفس


(١) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٣٢).
(٢) نحوه عن سهل بن عبد الله في «الرسالة القشيرية» (ص ٤٣٣)، و «الزهد» للخطيب (٩)، و «ذم الهوى» (ص ٧٨).
(٣) د: «وهو».
(٤) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٣٣)، و «تهذيب الأسرار» للخركوشي (ص ١٤١).
(٥) ل: «الغبطة»، تحريف.
(٦) ل: «والنفرة».
(٧) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٣٣، ٤٣٤)، و «الزهد الكبير» للبيهقي (٩٨٠).
(٨) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٣٤)، و «طبقات الشافعية» للسبكي (٢/ ٢٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>