للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصلوا إلى اليقين (١).

وقيل: اليقين هو المكاشفة. وهي على ثلاثة أوجهٍ: مكاشفةٌ في الأخبار، ومكاشفةٌ بإظهار القدرة، ومكاشفة القلوب بحقائق الإيمان (٢).

ومراد القوم بالمكاشفة: ظهور الشّيء للقلب بحيث تصير نسبتُه إليه كنسبة المرئيِّ إلى العين، فلا يبقى معك شكٌّ ولا ريبٌ أصلًا. وهذا نهاية الإيمان، وهو مقام الإحسان.

وقد يريدون بها أمرًا آخر، وهو ما يراه أحدهم في برزخٍ بين النّوم واليقظة عند أوائل تجرُّد الرُّوح عن البدن.

ومن أشار منهم إلى غير هذين فقد غَلِط ولُبِّس عليه.

وقال السَّرِيُّ: اليقين سكونُك عند جولانِ الموارد (٣) في صدرك، لتيقُّنِك أنّ حركتك فيها لا تنفعك، ولا تردُّ عنك مَقضِيًّا (٤).

وقال أبو بكرٍ الورّاق - رحمه الله -: اليقين مِلاك القلب، وبه كمال الإيمان، وباليقين عُرِف الله، وبالعقل عُقِل عن الله (٥).

وقال الجنيد - رحمه الله -: قد مشى رجالٌ باليقين على الماء، ومات بالعطش


(١) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٣٤). وهو لسهل بن عبد الله في «حلية الأولياء» (١٠/ ١٩٩).
(٢) المصدر نفسه (ص ٤٣٤).
(٣) ش، د: «الوارد».
(٤) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٣٥).
(٥) المصدر نفسه (ص ٤٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>