للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا لم تستطعْ شيئًا فدَعْه ... وجاوِزْه إلى ما تستطيعُ

وسألت شيخ الإسلام ابن تيميّة - رحمه الله - يومًا فقلت له: إذا كان الرّبُّ يرضى بطاعة العبد ويفرح بتوبته ويغضب من مخالفته، فهل يجوز أن يُؤثِّر المحدَث في القديم حبًّا وبغضًا وفرحًا وغير ذلك؟ فقال لي: الرّبُّ سبحانه هو الذي خلق أسبابَ الرِّضا والغضب والفرح، وإنّما كانت بمشيئته وخلقه، فلم يكن ذلك التّأثُّر من غيره، بل من نفسه بنفسه، والممتنع أن يُؤثِّر غيرُه فيه فهذا محالٌ، وأمّا أن يخلُق هو أسبابًا ويشاءها ويقدِّرها تقتضي رضاه ومحبّته وفرحه وغضبه= فهذا ليس بمحالٍ، فإنّ ذلك منه بدأ وإليه يعود.

فصل

قال (١): (والذِّكر: هو التّخلُّص من الغفلة والنِّسيان).

والفرق بين الغفلة والنِّسيان: أنّ الغفلة تركٌ باختيار الغافل، والنِّسيان تركٌ بغير اختياره، ولهذا قال تعالى: {وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: ٢٠٥]، ولم يقل: «ولا تكن من النّاسين»، فإنّ النِّسيان لا يدخل تحت التّكليف فلا يُنهى عنه.

قال (٢): (وهو على ثلاث درجاتٍ، الدّرجة (٣) الأولى: الذِّكر الظّاهر من ثناءٍ أو دعاءٍ أو رعايةٍ).


(١) «المنازل» (ص ٥٥).
(٢) «المنازل» (ص ٥٥).
(٣) «الدرجة» ليست في ش، د.

<<  <  ج: ص:  >  >>