للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنّ العقول لتدعو إلى ... محبّةِ فاطرِها من قريبِ

أليست على ذاك مجبولةً ... ومفطورةً لا بكسبٍ غريبِ

أليس الجمالُ حبيبَ القلوب ... لذاتِ الجمال وذاتِ القلوب

أليس جميلًا يحبُّ الجمال ... تعالى إلهُ الورى عن نسيبِ

أما بعدَ ذلك إحسانُه ... بداعٍ إليه لقلبِ المنيبِ

أليسَا إذا كَمَلا أوجبَا ... كمالَ المحبّة للمستجيب

فمَن ذا يُشابِه أوصافَه ... تعالى إلهُ الورى عن ضريبِ

ومَن ذا يكافئ إحسانَه ... فيألَهُه قلبُ عبد منيبِ

وهذا دليلٌ على أنّه ... إلى كلِّ ذا الخلقِ أولى حبيبِ

فيا منكرًا ذاك واللهِ أَنْـ ... ـتَ (١) عينُ الطَّرِيدِ وعينُ الحَرِيبِ

ويا من يُحبُّ سواه كمثلِ ... محبّتهِ أنتَ أهلُ (٢) الصّليبِ

ويا مَن يُوحِّد محبوبَه ... ويُرضِيه في مَشهدٍ أو مَغيبِ

ولو سَخِطَ الخلقُ في حُبِّه ... لقال هوانًا ولو بالنّسيبِ

حَظِيتَ وخابوا فلا تبتئسْ ... بكيدِ العدوِّ وهَجْر القريب

* * * *


(١) ت: «أنت لديه» بدل «والله أنت».
(٢) في ت، هامش د: «عبد».

<<  <  ج: ص:  >  >>