للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشّوق والاشتياق، ويقول: الشّوق يَسكُن باللِّقاء، والاشتياق لا يزول باللِّقاء. قال: وفي معناه أنشدوا (١):

ما يَرجِع الطَّرْفُ عنه عندَ رؤيته ... حتّى يعود إليه الطَّرفُ مشتاقَا

وقال النّصراباذيُّ - رحمه الله -: للخلْقِ كلِّهم مقامُ الشّوق، وليس لهم مقامُ الاشتياق. ومن دخل في حال الاشتياق هَامَ فيه حتّى لا يُرى فيه أثرٌ ولا قرارٌ (٢).

قال الدّقّاق - رحمه الله - في قول موسى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: ٨٤] قال: معناه: شوقًا إليك، فسَتَرَه بلفظ الرِّضا (٣).

وقيل: إنّ أهل الشّوق إلى لقاء الله يَتَحسَّون حلاوةَ القرب عند وروده ــ لما قد كُشِفَ من رَوْحِ الوصول ــ أحلى من الشّهد (٤). فهم في سكراته في أعظم لذّةٍ وحلاوةٍ.

وقيل: من اشتاق إلى الله اشتاق إليه كلُّ شيءٍ (٥).


(١) البيت لإبراهيم بن العباس الصولي في «ديوانه» (ص ١٤٧) ضمن «الطرائف الأدبية». ولأبي نواس في «ديوانه» (ص ٢٥٧). وهو بلا نسبة في «العقد الفريد» (٦/ ٤٢٦)، و «الرسالة القشيرية» (ص ٦٦٥)، و «الموشى» (ص ٣٢٥)، و «روضة المحبين» (ص ٥٩٠).
(٢) «الرسالة القشيرية» (ص ٦٦٥).
(٣) المصدر نفسه (ص ٦٦٦).
(٤) المصدر نفسه (ص ٦٦٨).
(٥) المصدر نفسه (ص ٦٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>