للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما قال بعضهم: أنا أدخل السُّوقَ والأشياءُ تشتاقُ إليَّ، وأنا حُرٌّ (١) عن جميعها (٢).

وفي مثل هذا قيل (٣):

إذا اشْتاقتِ الخيلُ المناهلَ أعرضَتْ ... عن الماء فاشتاقَتْ إليها المناهِلُ

وكانت عجوزٌ مُغْيِبَةٌ (٤)، فقدِمَ غائبُها من السّفر، ففرِحَ به أهلُه وأقاربه، وقعدتْ تبكي. فقيل لها: ما يُبكيكِ؟ فقالت: ذكَّرني قدومُ هذا الفتى يومَ القدومِ على الله (٥).

يا مَن شَكا شوقَه من طولِ فُرقته ... اصبِرْ لعلَّكَ تَلقى مَن تُحِبُّ غدَا (٦)

وقيل: خرج داود يومًا إلى الصّحراء منفردًا، فأوحى الله إليه: ما لي أراك منفردًا؟ فقال: إلهي استأثَرَ شوقي إلى لقائك على قلبي، فحالَ بيني وبين صحبة الخلق. فقال: ارجِعْ إليهم، فإنّك إن أتيتَني بعبد آبقٍ أَثبتُّكَ في اللّوح المحفوظ جِهْبِذًا (٧).


(١) ت: «غر».
(٢) «الرسالة القشيرية» (ص ٦٦٩).
(٣) البيت لأبي العلاء المعري في «سقط الزند» (ص ١٩٥).
(٤) المرأة التي غاب عنها زوجها.
(٥) «الرسالة القشيرية» (ص ٦٦٦)، وذكر المؤلف هذا الخبر في «روضة المحبين» (ص ٥٩٣).
(٦) البيت للعباس بن الأحنف في «ديوانه» (ص ٨٣). وبلا نسبة في «الرسالة القشيرية» (ص ٦٦٥)، و «طريق الهجرتين» (٢/ ٦٨١)، و «روضة المحبين» (ص ٥٨٩).
(٧) «الرسالة القشيرية» (ص ٦٦٥). والجهبذ: الناقد البارع الخبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>