للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يرضى بالأمانيِّ من الحقائق إلّا النُّفوسُ الدنيئة الساقطة، كما قيل (١):

واتركْ مُنى النفسِ لا تَحسَبْه يُشبِعُها ... إنّ المُنى رأسُ أموال المفاليس

وأُمنيَّة الرجل تدلُّ على علوِّ همَّته وخِسَّتها. وفي أثرٍ إلهيٍّ: «إنِّي لا أنظُرُ إلى كلام الحكيم، وإنّما أنظُرُ إلى هِمّته» (٢).

والعامَّة تقول: قيمة كلِّ امرئٍ ما يُحسِن (٣). والعارفون يقولون: قيمة كلِّ امرئٍ ما يطلب (٤).

فصل

قال (٥): (الدرجة الثانية: ذوق الإرادة طعم الأنس. فلا يَعْلَقُ به شاغلٌ، ولا يُفسِده عارضٌ، ولا تُكدِّره تفرقةٌ).

الإرادة وصف المريد. والفرق بين هذه الدرجة والتي قبلها: أنّ الأولى


(١) البيت بصدرٍ آخر في «الحيوان» (٥/ ١٩١)، و «عيون الأخبار» (١/ ٢٦١)، و «أدب الدين والدنيا» (ص ٣٩١) وغيرها بلا نسبة. وصدره فيها:
إذا تمنَّيتُ بِتُّ الليلَ مغتبطًا
(٢) لم أجده مسندًا، وقد ذكره شيخ الإسلام في عددٍ من كتبه ونسبه إلى بعض الكتب القديمة والإسرائيليات، وقد تقدم (ص ٣٦٠).
(٣) يُنسب هذا إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في بعض كتب الأدب وغيرها، ولا يصح عنه. وقد تقدم تخريجه (ص ٣٦٠).
(٤) انظر: «جامع المسائل» (٥/ ٢٦٥) وما سبق (ص ٣٦٠).
(٥) «المنازل» (ص ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>