للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرتفع في الهواء فلا تَغترُّوا به، حتّى تنظروا: كيف تجدونه عند الأمر والنّهي وحفظِ الحدود والشّريعة (١).

وقال أبو عبد الله الخيّاط: النّاس قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا مع (٢) ما يقع في قلوبهم. فجاء النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فردّهم من القلب إلى الدِّين والشّريعة (٣).

ولمّا حضرتْ أبا عثمان الحِيريّ الوفاةُ مزَّق ابنُه أبو بكرٍ قميصَه، ففتح أبو عثمان عينيه، وقال: يا بُنيَّ، خلاف السُّنّة في الظّاهر من رياء باطنٍ في القلب (٤).

ومن كلام أبي عثمان هذا: أسلم الطُّرق من الاغترار: طريق السّلف ولزوم الشّريعة.

وقال عبد الله بن مبارك (٥): لا يظهر على أحدٍ شيءٌ من نور الإيمان إلّا باتِّباع السُّنّة ومجانبة البدعة. وكلُّ موضعٍ ترى فيه اجتهادًا ظاهرًا بلا نورٍ


(١) رواه أبو نعيم في «الحلية» (١٠/ ٤٠)، والقشيري في «الرسالة القشيرية» (ص ١٢٩). وتقدم (ص ٢٧٢).
(٢) «مع» ليست في ش، د.
(٣) لم أجد هذا الخبر في مصدر آخر.
(٤) رواه أبو نعيم في «الحلية» (١٠/ ٢٤٥)، والبيهقي في «الشعب» (٩٧١٥). وانظر: «الرسالة القشيرية» (ص ١٥٨، ٦٣٤)، و «تلبيس إبليس» (ص ١٨٣)، و «صفة الصفوة» (٤/ ١٠٦).
(٥) كذا في النسخ، والفقرة الثانية مروية عن ابن فورك في «طبقات الفقهاء الشافعية» لابن الصلاح (١/ ١٣٨)، و «تاريخ الإسلام» (٩/ ١٠٩)، و «طبقات الشافعية» للسبكي (٤/ ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>