للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جعل صاحبُ المنازل الإلهامَ هو مقام المحدَّثين.

قال (١): (وهو فوق الفراسة، لأنّ الفراسة ربَّما وقعت نادرةً (٢)، واستصعبت على صاحبها وقتًا، أو استعصت (٣) عليه. والإلهام لا يكون إلّا في مقامٍ عتيدٍ).

قلت: التّحديثُ أخصُّ من الإلهام، فإنَّ الإلهامَ عامٌّ للمؤمنين بحسب إيمانهم، فكلُّ مؤمنٍ فقد ألهمه الله رشدَه الذي حصل له به الإيمان. وأمَّا (٤) التّحديث فالنّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قال فيه: "إن يكن في هذه الأمّة أحدٌ فعُمَر" (٥)، يعني من


(١) في باب الإلهام (ص ٦٦).
(٢) في الأصل: "زيادة" وهو سهو من الناسخ بلا شك وفات تصحيحه عند القراءة على المؤلف! وكذا في م، وأصلح في ل. وستأتي الكلمة على الصواب في الشرح.
(٣) كذا في "شرح التلمساني" (٢/ ٣٦١) وفي "المنازل": "أو استصعبت ... واستعصت"، وهو أشبه بالسياق، ويؤيده كلام المؤلف في تفسيره فيما يأتي. ومثله في شرح التلمساني.
(٤) ع: "فأما".
(٥) سبق تخريجه قريبًا (ص ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>