للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النّبأ (١): الخبر الذي له شأنٌ، فليس كلُّ خبرٍ نبأً، وهو خبرٌ عن غيبٍ يعظُم (٢).

ويريد بالوحي (٣): الإعلام الذي يقطع مَن وصل إليه بموجَبه إمّا بواسطة سمعٍ، أو بلا واسطةٍ.

قلت: أمّا حصوله بواسطة سمعٍ فليس ذلك إلهامًا، بل من قبيل الخطاب، وهذا يستحيل حصوله لغير الأنبياء عليهم السلام ــ وهو الذي خُصَّ به موسى عليه السلام ــ إذا كان المخاطِبُ هو الحقَّ عزّ وجلّ.

وأمّا ما يقع لكثير (٤) من أرباب الرِّياضات من سماع الخطاب فهو من أحد وجوهٍ ثلاثةٍ لا رابع لها. أعلاها (٥): أن يخاطبه الملَكُ خطابًا جزئيًّا (٦)، فإنّ هذا يقع لغير الأنبياء. فقد كانت الملائكة تخاطب عمران بن الحصينٍ بالسَّلام، فلمّا اكتوى تركت خطابه. فلمّا ترك الكيَّ عاد إليه (٧). وهذا (٨)


(١) ع: "بسماع، إذ مطلقُ النبأ"، وكذا غيِّر في م.
(٢) غيِّر في ل إلى "معظم" كما في ع.
(٣) كان بعده في الأصل: "الإلهام" دون الواو، وفوقها علامة الحذف فيما يظهر، فزاد بعضهم قبلها واوًا، كما في ل، ج، ع.
(٤) ما عدا ع: "للبشر"، تصحيف.
(٥) غيَّره بعضهم في ل إلى "أحدها".
(٦) رسمه في ق، ل، م، ع: "جزويّا".
(٧) أخرجه عنه مسلم (١٢٢٦).
(٨) "وهذا" ساقط من ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>