للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليتك تحلو والحياةُ مريرةٌ ... وليتك ترضى والأنامُ غِضابُ

وليتَ الذي بيني وبينَك عامرٌ ... وبيني وبين العالمين خرابُ

وقال الإمام أحمد (١): حدّثنا عبد الرّزّاق، أنا سفيان، عن منصورٍ، عن هلال بن يسافٍ قال: كان عيسى عليه الصلاة والسّلام يقول: إذا كان (٢) صوم أحدكم فليدهن لحيتَه وليمسح شفتَيه، حتّى يخرج إلى النّاس، فيقولوا (٣): ليس بصائمٍ.

ولهذا قال بعضهم: التّصوُّف ترك الدّعاوي، وكتمان المعاني (٤).

وسئل الحارث بن أسدٍ عن علامات الصّادق؟ فقال: أن لا يبالي أن يَخرجَ كلّ قدْرٍ له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه، ولا يحبُّ اطِّلاع النّاس على اليسير من عمله (٥).

وهذا يُحمد في حالٍ ويذمُّ في حالٍ، ويَحسُن مِن رجلٍ ويَقبُح مِن آخر،


(١) في «الزهد» (ص ٥٧). وأخرجه البيهقي في «الشعب»: (٩/ ١٩٤) من طريق أخرى عن هلال بن يساف، بزيادة في آخره.
(٢) ط: «كان يوم».
(٣) ر، ط: «فيقولون».
(٤) ينظر «مجموع الفتاوى»: (١١/ ١٦)، و «شرح الطريقة المحمدية»: (٢/ ٤٣) للخادمي.
(٥) ذكره في «الرسالة القشيرية»: (ص ٤٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>