للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النّاسَ على مناخرهم في النّار حصائدُ ألسنتهم (١).

وكلُّ ما يتلفّظ به اللِّسان فإمّا أن يكون ممّا يرضي الله ورسوله أم لا (٢)، فإن كان كذلك فهو الرّاجح، وإن لم يكن كذلك فهو المرجوح. وهذا بخلاف حركات سائر الجوارح (٣)، فإنّ صاحبها قد ينتفع بتحريكها في المباح المستوي الطّرفين، لما له في ذلك من الرّاحة والمنفعة، فأبيح له استعمالُها فيما فيه منفعةٌ له، ولا مضرّةَ عليه فيه في الآخرة. وأمّا حركة اللِّسان بما لا ينتفع به فلا تكون إلّا مضرّةً، فتأمّله.


(١) أخرجه أحمد (٢٢٠١٦) والترمذي (٢٦١٦) والنسائي في "الكبرى" (١١٣٣٠) وغيرهم عن أبي وائل عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -، وأبو وائل لم يسمع من معاذ. وله طرق أخرى منقطعة مثل هذا الطريق. وقد أخرجه أحمد مختصرًا (٢٢٠٦٣) وغيره من حديث شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ به، وشهر بن حوشب فيه لين، ولذا علقه البخاري بصيغة التمريض في "خلق أفعال العباد" (ص ٧٣)، وطريق شهر بن حوشب هو الذي رجحه الدارقطني في "العلل" (٩٨٨؛ ٦/ ٧٩) وقال: "لأن الحديث معروف من رواية شهر على اختلاف عنه" .. انظر للتفصيل: "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (الحديث التاسع والعشرون) و"إرواء الغليل" (٤١٣) و"الداء والدواء (١/ ٣٦٥ - ٣٦٦؛ التخريج).
(٢) ع: "أو لا".
(٣) ما عدا ع: "سائر حركات الجوارح".

<<  <  ج: ص:  >  >>