للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا (١) جمع هؤلاء التّجهُّمَ في الأسماء والصِّفات إلى شهود هذه الحقيقة والوقوف عندها، فأعاذك الله من تعطيل الرَّبِّ وشرعِه بالكلِّيّة، فلا ربٌّ يُعبَد، ولا شرعٌ يُتّبع بالكلِّيّة!

ومن أراد الوقوف على حقيقة ما ذكرنا فليسيِّر طرفَه بين تلك المعالم، وليقف على تلك المعاهد، وليسأل الأحوالَ والرُّسومَ والشَّواهدَ، فإن لم تُجِبْه حِوارًا (٢)، أجابته حالًا واعتبارًا. وإنّما يصدِّق بهذا من رافق السّالكين، وفارق القاعدين، وتبوّأ الإيمان (٣)، وفارق عوائد أهل الزّمان، ولم يرض بقول القائل:

دع المعاليَ لا تنهَضْ لبغيتها ... واقعُدْ فإنَّكَ أنت الطَّاعم الكاسي (٤)


(١) ج: "فإذا".
(٢) في م ضبطه بكسر الحاء ووضع تحتها علامة الإهمال. وفي ل، ع: "جُؤَارًا" كذا مضبوطًا، ورسمه في ق يحتمل أيضًا هذا الضبط. وفي هامش ع أن في نسخةٍ "جوابًا". والجؤار: قيل إنه الصياح ورفع الصوت ولكن بالدعاء والتضرع. والعبارة مشهورة من كلام الفضل بن عيسى الرَّقاشي، وفيها "حوارًا". انظر: "البيان والتبيُّن" (١/ ٨١، ٣٠٨)، و"مجموع الفتاوى" (١٢/ ٤٥٠)، (١٤/ ١٧٤). ومثله جاء في كلام المصنف في "روضة المحبين" (ص ٢٨٣).
(٣) ج: "عوائد الإيمان"، والظاهر أن الناسخ وجد كلمة "عوائد" في هامش الأصل فأخطأ موضعها.
(٤) من الأبيات السائرة للحطيئة. انظر: "ديوانه" نشرة نعمان طه (ص ٥٠) والرواية: "دع المكارم لا ترحل".

<<  <  ج: ص:  >  >>