للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانكسارٌ، ومعرفةٌ بعيب النّفس والعمل، وبذلُ النَّصيحة للخلق= فهو منّةٌ، وإلّا فهو حجّةٌ.

وكلُّ بصيرةٍ وموعظةٍ وتذكيرٍ وتعريفٍ من تعريفات الحقِّ سبحانه إلى العبد، اتّصل به عبرةٌ ومزيدٌ في العقل والمعرفة والإيمان= فهي منّةٌ، وإلّا فهي حجّةٌ.

وكلُّ حالٍ مع الله، أو مقامٍ اتّصل به السَّيرُ (١) إلى الله وإيثار مُراده على مراد العبد، فهو منّةٌ من الله. وإن صحِبه الوقوفُ عنده، والرِّضا به، وإيثارُ مقتضاه من لذّة النّفس به، وطمأنينتها إليه، وركونها إليه= فهو حجّةٌ من الله عليه.

فليتأمَّلِ العبدُ هذا الموضعَ العظيمَ الخطرِ، ويميِّزْ بين مواقعِ المنَّةِ ومواقعِ الحجَّة (٢)، فما أكثرَ ما يلتبس (٣) ذلك على خواصِّ النّاس وأرباب السُّلوك! والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ.

فصل

الرُّكن الثّاني من أركان المحاسبة (٤): أن تميِّزَ بين ما للحقِّ (٥) عليك من


(١) في الأصل: "به السير به"، وكذا كان في ل، ثم طمس "به" الثانية. وفي ش: "اتصل السَّير به" بحذف "به" الأولى.
(٢) ع: "بين مواقع المنن والمحن والحجج والنعم".
(٣) ع: "يتلبَّس".
(٤) في ع بعده زيادة: "وهو".
(٥) ش: "ما يستحق".

<<  <  ج: ص:  >  >>