للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقَبةٍ من سبع عقَباتٍ، بعضُها أصعب من بعضٍ، لا ينزل منه من العقبة الشَّاقَّة إلى ما دونها (١) إلّا إذا عجَز عن الظّفر به فيها.

العقبة الأولى: عقبةُ الكفر بالله وبدينه ولقائه وصفات كماله وما أخبرت به رسلُه عنه، فإنّه إن ظفِر به في هذه العقَبة بردت نارُ عداوته واستراح معه. فإن اقتحَمَ هذه العقَبةَ، ونجا منها ببصيرة الهداية، وسلِم معه نورُ الإيمان= طلَبه على:

العقبة الثّانية: وهي عقبة البدعة، إمَّا باعتقاد خلافِ الحقِّ الذي أرسل الله به رسولَه وأنزل به كتابَه، وإمّا بالتّعبدِ بما لم يأذن به (٢) من الأوضاع والرُّسوم المحدثة في الدِّين التي لا يقبل الله منها شيئًا. والبدعتان في الغالب متلازمتان، قلَّ أن تنفكَّ إحداهما عن الأخرى، كما قال بعضهم: تزوّجت بدعةُ الأقوال ببدعة الأعمال، فاشتغل الزَّوجان بالعُرس، فلم يفجَأهم إلّا أولادُ الزِّنا يعيثون في بلاد الإسلام، تضجُّ منهم العباد والبلاد إلى الله تعالى (٣).

وقال شيخنا - رحمه الله -: تزوّجت الحقيقةُ الكافرةُ بالبدعة الفاجرة، فوُلد (٤) بينهما خسرانُ الدُّنيا والآخرة.

فإن قطع العبدُ (٥) هذه العقَبةَ، وخلَص منها بنور السُّنَّة، واعتصَم منها


(١) ما عدا ع: "دون ما دونها".
(٢) ما عدا ق، ل: "به الله".
(٣) لم أقف عليه.
(٤) ع: "فتولَّد".
(٥) لم ترد كلمة "العبد" في ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>