للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولياؤه (١) وأهلُ معرفته وتوحيده، فكم في ذلك من آيةٍ وعبرةٍ ودلالةٍ باقيةٍ على ممرِّ الدُّهور؟! وكذلك إهلاك (٢) قوم عادٍ وثمود.

وكم له آية في فرعون وقومه من حين بعث موسى إليهم ــ بل قبل مبعثه ــ إلى حين إغراقهم؛ لولا معاصيهم وكفرهم لم تظهر تلك الآيات والعجائب. وفي التوراة (٣): أنّ الله تعالى قال لموسى: «اذهب إلى فرعون فإنِّي سأقسِّي قلبه وأمنعه عن الإيمان لأُظهر (٤) آياتي وعجائبي بمصر». وكذلك فعل سبحانه، فأظهر من آياته وعجائبه بسبب ذنوب فرعون وقومه ما أظهر.

وكذلك إظهاره سبحانه ما أظهر من جعل النَّار بردًا وسلامًا على إبراهيم بسبب ذنوب قومه ومعاصيهم وإلقائهم له (٥) في النَّار، حتّى صارت تلك آيةً، وحتّى نال إبراهيم بها ما نال من كمال الخُلَّة.

وكذلك ما حصل للرُّسل من الكرامة والمنزلة (٦) والزُّلفى عند الله تعالى والوجاهة عنده بسبب صبرهم على أذى قومهم وعلى محاربتهم لهم ومعاداتهم.

وكذلك اتِّخاذ الله تعالى الشُّهداء والأولياء والأصفياء من بني آدم بسبب


(١) كذا في الأصل ول، ومقتضى الرسم في سائر النسخ. «ونجَّى أولياءَه».
(٢) ش: «هلاك».
(٣) سفر الخروج: الإصحاح السابع (١ - ٣). ونحوه أيضًا في الإصحاحَين العاشر (١ - ٢) والحادي عشر (٩) منه.
(٤) م: «وأظهر»، تصحيف.
(٥) «له» سقطت من م.
(٦) «والمنزلة» ساقط من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>