للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أعقابهم لمَّا عجزوا عن قطعه واقتحام عقبته (١). والشيطان على قُلَّة الجبل يحذِّر النّاس من صعوده وارتقائه ويخوِّفهم منه، فتتَّفق مشقَّة ذلك الجبل (٢) وقعودُ ذلك المخوِّف على قلَّته وضعفُ عزيمة السائر ونيته، فيتولَّد من ذلك الانقطاع والرُّجوع، والمعصوم من عصمه الله.

وكلَّما رقي السائرُ في ذلك الجبل اشتدَّ به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه، فإذا قطعه وبلغ قلَّته «فإذا المخاوف كلُّهن أمانُ» (٣).

وحينئذٍ يُسْهِل (٤) وتزول عنه عوارض الطريق ومشقَّةُ عِقابها، ويرى طريقًا واسعًا آمنًا، به (٥) المنازلُ والمناهل، وعليه الأعلام، وفيه الإقامات، وفيه يَزَكُ الرحمن (٦).


(١) ع: «عقباته».
(٢) ع: «مشقة الصعود».
(٣) عجز بيتٍ للقاضي الفاضل البيساني، وهو:
إذا السعادة لاحظتْك عيونُها ... نم فالمخاوف كلُّهن أمانُ
انظر: «وفيات الأعيان» (٣/ ١٦١) و «الدر الفريد» (١٠/ ٣٠).

وفي ع: «انقلبت تلك المخاوف كلهن أمانًا».
(٤) أي: ينزل في أرض سهلة، بعد أن كان يرتقي في مكان حَزْنٍ وَعِرٍ. وفي جميع النسخ عدا الأصل، ل، ع: «يشهد»، تحريف.
(٥) ع: «يفضي به إلى»، إقحام، السياق مستقيم بدونه.
(٦) أي: جند الرحمن يحرسون الطريق. وفي عامّة النسخ عدا الأصل ول: «نُزُل الرحمن». والسياق في ع: «وفيه الإقامات قد أُعدَّت لركب الرحمن».

<<  <  ج: ص:  >  >>