للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين» (١)، فإنَّ السائلين سألوه فأعطاهم الفضل الذي سألوه، والراضون رضُوا عنه فأعطاهم رضاه عنهم، ولا يمنع الرِّضا سؤالَه أسباب الرِّضا، بل أصحابه ملحُّون في سؤالهم (٢) ذلك.

السادس والأربعون: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يندب إلى أعلى المقامات، فإن عجز العبد عنه حطَّه إلى المقام الوسط، كما قال: «اعبد الله كأنَّك تراه»، فهذا مقام المراقبة الجامع لمقامات الإسلام والإيمان والإحسان، ثمَّ قال: «فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك»، فحطَّه عند العجز عن هذا إلى مقام العلم باطلاعه (٣) ورؤيته ومشاهدته لعبده (٤).

وكذا الحديث الآخر: «إن استطعت أن تعمل لله بالرِّضا مع اليقين


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٩٨٨١) وأحمد في «الزهد» (ص ١٢٣) والبيهقي في «الشعب» (٥٦٩) عن مالك بن الحارث السُّلَمي ــ تابعي ثقة ــ قال: يقول الله تعالى.
وقد روي مرفوعًا، أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (٢/ ١١٥) والبيهقي في «شعب الإيمان» (٥٦٧) من حديث عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف جدًّا. وأخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (٥٨٤) والبيهقي في «الشعب» (٥٦٨) من حديث جابر، وإسناده ضعيف أيضًا. وروي نحوه من حديث أبي سعيد وأنس وغيرهما، ولكن أسانيدها واهية. وأصح شيء في الباب مرسل عمرو بن مرَّة الجَمَلي عند ابن أبي شيبة (٢٩٨٨٣) بإسناد حسن. انظر: «الضعيفة» للألباني (١٣٣٥، ٤٩٨٩) و «أنيس الساري» (٤٧٥٨).
(٢) ع: «سؤاله»، أي سؤال الله.
(٣) السياق في ع: «عن المقام الأول إلى المقام الثاني، وهو العلم باطلاع الله».
(٤) زاد في ع: «في الملا والخلا».

<<  <  ج: ص:  >  >>