للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنا غلام فتعرَّفتُ إليه فعرفني، فقلت: يا عمُّ، أنت تدعو للناس (١)، فلو دعوت لنفسك لردَّ الله عليك بصرك، فتبسَّم ثمَّ قال: يا بُنيَّ، قضاء الله عندي أحبُّ إليَّ من بصري (٢).

وقال بعض العارفين: ذنبٌ أذنبته، أنا أبكي منه منذ ثلاثين سنةً. قيل: وما هو؟ قال: قلت لشيءٍ كان ليته لم يكن (٣).

وقال بعض السّلف: لو قُرض جسمي (٤) بالمقاريض كان أحبَّ إليَّ مِن أن أقول لشيءٍ قضاه الله: ليته لم يقضه (٥).

وقيل لعبد الواحد بن زيدٍ: هاهنا رجلٌ قد تعبَّد (٦) خمسين سنةً، فقصده فقال: حبيبي، أخبرني عنك، هل قنعتَ به؟ قال: لا. قال: فهل أنستَ به؟ قال: لا. قال: فهل رضيت عنه؟ قال: لا. قال: فإنَّما مزيدك منه الصوم والصلاة؟ قال: نعم. قال: لولا أنِّي أستحيي منك لأخبرتك أنَّ معاملة خمسين سنةً مدخولة (٧). يعني أنَّه لم يقرِّبه فيجعله في مقام المقرَّبين، فيوجده مواجيد العارفين، بحيث يكون مزيده لديه: أعمال القلوب التي يُستعمَل بها (٨)


(١) في ع زيادة: «فيُشفَون»، وليست في مصدر النقل.
(٢) «قوت القلوب» (٢/ ٤٣)، ولم أجده مسندًا.
(٣) ع: «قلت لشيءٍ قضاه الله ليته لم يقضه أو ليته لم يكن».
(٤) ع: «لحمي» خلافًا لمصدر النقل.
(٥) هذا والذي قبله من «قوت القلوب» (٢/ ٤٣).
(٦) في النسخ عدا ش، ع: «قعد»، والمثبت موافق لمصدر النقل.
(٧) «قوت القلوب» (٢/ ٤٣) و «الإحياء» (٤/ ٣٥٠).
(٨) أي: يُتعامَل بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>