للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد، وتزيينُه في قلبه، وجعلُه مؤثرًا (١) له، راضيًا به، راغبًا فيه.

وهما هدايتان مسؤولتان (٢)، ولا يحصل الفلاح إلّا بهما. وهما متضمِّنتان (٣) تعريفَ ما لم نعلمه من الحقِّ تفصيلًا وإجمالًا، وإلهامَنا له (٤)، وجعلَنا مريدين لاتِّباعه ظاهرًا وباطنًا؛ ثمّ خلقَ القدرة لنا على القيام بموجَب الهدى بالقول والعمل والعزم، ثمّ إدامةَ (٥) ذلك لنا وتثبيتَنا (٦) عليه إلى الموافاة.

ومن هاهنا يُعلَم اضطرار العبد إلى هذه الدّعوة فوق كلِّ ضرورةٍ، وبطلانُ سؤال مَن (٧) يقول: إذا كنّا مهتدين، فكيف نسأل الهداية؟ فإنَّ المجهولَ لنا من الحقِّ أضعافُ المعلوم، وما لا نريد فعلَه تهاونًا وكسلًا مثلُ ما نريده أو أكثرُ منه أو دونه. وما لا نقدر عليه ممّا نريده كذلك. وما نعرف جملته ولا نهتدي لتفاصيله فأمرٌ يفوت الحصر. ونحن محتاجون إلى الهداية التّامّة، فمن كملت له هذه الأمور كان سؤالُ الهداية له (٨) سؤالَ التَّثبيت والدَّوام.


(١) غيَّره بعضهم في م إلى "مريدًا".
(٢) ذهبت الرطوبة في ل بالكلمتين، فأثبت بعضهم مكانهما: "هذان اللذان"!
(٣) ق، م: "متضمنان".
(٤) "له" ساقط من ش.
(٥) ع: "وإدامة".
(٦) ق: "تثبيتًا".
(٧) ع: "قول من".
(٨) "له" ساقط من ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>